Warning: file_get_contents(): https:// wrapper is disabled in the server configuration by allow_url_fopen=0 in /home/nahraincom/public_html/class/content.php on line 380

Warning: file_get_contents(https://nahrain.com/print.php?cntntid=317833): failed to open stream: no suitable wrapper could be found in /home/nahraincom/public_html/class/content.php on line 380
موسـوعة النهريـن - التمييز الوظيفي والاختلاف الحاد في رواتب موظفي الدولة
الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

التمييز الوظيفي والاختلاف الحاد في رواتب موظفي الدولة
أضيف بواسـطة
النـص : يوا‏جه الموظفين العاملين في الوزارات العراقية المختلفة تباينات شديدة في سلم الرواتب والامتيازات بين هذه الوزارات والدوائر التابعة لها، منهم من يتقاضون رواتب مرتفعة جدا ومنهم من يتقاضى راتب منخفضة جدا مع أنهم يحملون نفس التخصصات ونفس الخبرات إلى درجة تؤكد غياب المعايير والضوابط التي تربط الرواتب او الاجر بالإنتاجية وتربط الحوافز الكبيرة بأهمية العمل المنجزة، ليجد الموظف ان ما يتمتع به من راتب وامتيازات عالية أو منخفضة هو امر مرهون بالظروف او الصدفة التي تفرض عليه التعين في هذه الوزارة أو الدائرة ذات سلم الرواتب العالية أو في تلك الوزارة التي تمنح راتب أبسط ما يقال عنه انه اقل من متواضع ‏ ومن المؤكد ان تكون لهذه الظاهرة أسباب عديدة منها ما يرتبط بغياب الجهة المرجعية التي يمكنها ان تضبط الفوارق بين التشريعات المنظمة لسلم الرواتب بشكل كلي مما يجعل هذا السلم قائم على أسس متقاربة ومشتركة في ظل جو تسوده العدالة النسبية بين الموظفين، السبب الثاني يتمثل بعدم وجود رؤية استراتيجية موحدة لما ينبغي أن تكون عليه مستويات الراتب والأجور في العراق التي تربط الراتب والإمتيازات المادية والمعنوية بالإنتاجية الحقيقية للموظف وبمستوى ابداعه في العمل في ظل ما يحققه من إنجازات ومردودات تعود على البلد بالفائدة والنفع في ضل ترشيد استخدام الموارد المالية المتاحة فنجد أن الموظف الضعيف عديم الإنتاجية غير مبدع في عمله وغير قابل للتطور الوظيفي الحقيقي يتقاضى راتبا وامتيازات عديدة ‏تبلغ أضعاف ما يتقاضاه زميلة الموظف الأكثر منه انتاجية وابداع بالرغم من انهم يحملون نفس التحصيل العلمي والخبرات العملية ‏ بالإضافة لوجود سبب آخر يتمثل بالتميز غير المنطقي بين وزارة وزارة أخرى او دائرة تتبع لاحدى الوزارات اوهيأة تنظيمية حكومية أخرى هذا التمييز يعتبر على نحو اعتباطي وبعيد عن المنطق أن عمل هذه الوزارة او الدائرة أو تلك الهيأة التنظيمية هو أهم واصعب من عمل الوزارة الأخرى او الوازارة نفسها التي تشكل المظلة التي تعمل تحت ظلها تلك الدائرة أوالهيئة التنظيمية فيتم على سبيل المثال الإغداق بالرواتب العالية جدا والإمتيازات العديد على عموم موظفي هذه الهيأة أو تلك المؤسسة سواء كانوا من المنتجين او غير منتجين مما يجعل من راتب الفراش أو الموظف المبتدئ فيها أعلى راتب مدير ذي خبرة المعتبرة وانتاجية عالية في مركز الوزارة وهو ما يتعارض مع أبسط المفاهيم الإدارية الصحيحة ‏ ومن الاسباب الأخرى التعدي تحت جنح القانون على نصوص وأحكام قانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام رقم 22 لسنة 2008 المعدل واستغلال بعض مواده من خلال ما يتمتع به مجلس الوزراء من صلاحيات استثنائية في التعيين والترفيع والتي تتيح بناءً على تنسيب الوزير المختص، تتجاوز سقف سلم الرواتب المنصوص عليه في القانون ممن يتم اعتبارهم بأنهم من ذوي الكفاءة ما يسمح لهم بأن يتقاضوا راتب عالي جدا يبدأ بمليون دينار دينار وربما أكثر من ذلك بكثير و منذ اليوم الأول للتعيين ومع مرور الوقت يثبت فيما بعد على أرض الواقع ان مستوى كفاءة هؤلاء اقل من المعتاد ولو تمت الاستعانة بالخبرات والكوادر الموجودة لدى الوزارة ودوائرها، أو لو تم اللجوء الى تعين الباحثين عن عمل والمسجلين لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لوجد الأفضل بكثير ممن يقبلون بسلم الرواتب المعمول به ‏وبالدرجات المحددة في القانون وبما يحقق الإنتاجية الأعلى والوفرة الأكبر بالموارد المالية ‏ من الأسباب الاخرى استغلال المادة 13 من قانون رواتب موظفي الدولة والقاطاع العام الخاصة بمنح مخصصات الخطورة والمادة 15 والتي تنص على لمجلس الوزراء منح مخصصات لا تزيد على 50 خمسون من المائة من الراتب إضافة إلى المخصصات المنصوص عليها في هذا القانون لمعالجة أية ظروف أو حالات ذات طبيعة خاصة واستفادة بعض الموظفين من هذه المادتين وحرمان البقية منها، بالاضافة الى ان نشاط بعض النقابات كنقابة المحاميين ونقابة المهندسين والتي ساهمت في زيادة التمييز والفوارق بين الموظفين هو ذات التميز غير المنطقي بين الوزارت بحجج صعوبة العمل والمسؤلية القانونية فالموظفين الذين لا توجد نقابة او جمعية ينتمون اليها فلا يوجد من يطالب لها بمخصصات مهنية على غرار زملائهم حاملين نفس التحصيل العلمي فإنه مقتضيات العدالة تفرض تطبيقها وشمولها على الجميع دون استثناء امتثالاً للقاعدة العدلية القائلة بأن الظلم في الرعيه سوية وليس تطبيقها على قاعدة انتقائية قائمة على انه محمد يرث ومحمد لايرث ‏كما يظهر هذا التميز في مجال الترفيعات والترقيات للدرجات الأعلى فبينما يطبق القانون المشاراليه أعلاه بكل تزمت على غالبية الموظفين فيتدرجو في الترفيع من الدرجة العاشرة والسابعة مرورا بجميع الدرجات وصولاً للدرجة الخاصة خلال فترات متواصلة تستغرق الثلاثين عاما يسمح للبعض دون وجه حق باختزال السنوات الطويلة والدرجات العديدة بايام قليله ربما في بعض الأحيان لا تتجاوز اليوم الواحد، واذا كانت مقتضيات الانضباط العسكرية تجعل من المستحيل السماح في صفوف القوات المسلحة ترقية ضابط مبتدئ إلى رتبة لواء دون المرور التصاعدي والتدريجي بجميع الرتب من ملازم اول الى ملازم ثاني وحتى رتبة اللواء كما تجعل من المستحيل على خريج جديد ان يتعين منذ اليوم الأول في صفوف القوات المسلحة برتبة عميد او لواء، فان غياب الضبط والربط داخل الوزارات ‏والدوائر والمؤسسات والأجهزة المدنية يؤدي لحدوث خروقات كثيرة للقوانين المنظمة لعمل الموظفين فتجعل الموظف الحديث التخرج يقفز نحو الدرجة الخاصة والعليا منذ اليوم الأول لصدور قرار تعيينه بسبب التحزب والمحسوبية التي تتيح تقريم النظام والقانون وتهميشهما لغايات الترضيات والتنفع وتقاسم المناصب بين مراكز النفوذ في اروقة القطاع العام فاننا نرى ان ملف الرواتب والفوارق والتمييز الحاصل فيه امر يستدعي اصلاحاً كلياً ونقترح على السلطات التشريعية اعادة النظر جذرياً بقانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام وانظمة التوظيف لدى جميع الوزارات والدوائر المؤسسات والسلطات والهيئات التنظيمية والقطاعية سواء المستقلة منها إدارياً أو مالياً أو غير مستقلة والعمل على ازالة الفوارق الشاذة في الرواتب بعيدا عن اعتبار هذه الوزارة هامشية وتلك غاية في الأهمية، وان يكون التفاوت في الرواتب والإمتيازات بين موظف وآخر مبني على التقييم الموضوعي للأداء والإنتاجية والتمييز والإبداع في العمل وفي ظل ما يحقق الموظف من إنجازات ومردودات إيجابية بما ينشر العدالة في اوساط الموظفين وتحقيق ‏مبدأ تكافؤ الفرص الذي تضمنه الدستور العراقي بما يعود بالفائده والمردودات الايجابية للبلد وبدون ذلك فإن القطاع العام سوف يتعرض للمزيد من الترهل لا بل ستنتشر به الفوضى الإدارية التي أصبحت تلوح بالافق
تاريخ الإضافـة 17/04/2020 - 19:21