الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

فلنقتل الرئيس .!!!
أضيف بواسـطة
النـص : فلنقتل الرئيس ...!!! منذ بدء الخليقة كان القتل هو أقصر الطرق للتخلص من العدو ...وربما يشير بعض علماء النفس أن هذه الحالة تعبير عن الضعف وليس القوة ...ولا يخفى على الكثير كيف انتهى التنافس بين قابيل وهابيل ولدي سيدنا آدم عليه السلام ...وبالرغم من تأكيد الباري (عز وجل) من خلال كل ألأديان السماوية على تحريم القتل لكن الإنسان ظل يستخدم القتل كاسلوب سهل للوصول الى بعض غاياته ....تكاد البشرية تشترك بهذا الأسلوب وبنسب متفاوتة الا أن تطور المجتمعات وتقدم الدول وتطور التفكير قد قلل من حدة التنافس السلبي ، وخاصة فيما يتعلق بالسلطات ليجعله مرهونا بالمجتمع تحت مايسمى بمفهوم حكم الشعب لنفسه او (الديمقراطية) التي مهدت الطرق للوصول الى مراكز متقدمة في المجتمع دون الحاجة للقتل ، فأصوات الناخبين هي الوسيلة الأفضل التي ترضي الغالبية ... في مجتمعاتنا العربية ومن خلال مراجعة بسيطة للتاريخ نجد أن النهج الغالب للوصول الى السلطة هو اسلوب القتل لازاحة النظام السابق ...ربما يجد قادة هكذا مشاريع أن هذا الأسلوب هو الأضمن لفتح الطريق أمام بسط سلطتهم بعيدا عن أي خطر وهكذا يكون التخلص من نظام سابق أو على الأقل التخلص من المسؤولين الأكثر اهمية وخاصة الرئيس (ملك او امير او رئيس ) هو الهدف المهم عندهم ...فالسلام الذي ينشده هذا الفريق أو ذاك ممن ينتهجون هذا الأسلوب هم بالحقيقة يصنعون رصاصات قتلهم بأيديهم عاجلا أم آجلا ...لأنهم بهذا القتل انما يزرعون جذورا لإعداء تزداد أعدادهم مع مرور الوقت ليبقى المجتمع منقسما بين مؤيد لهذا النظام وبشكل لانقاش فيه ومعارض للنظام بشكل عدائي بتطرف ، وقسم آخر لا يهتم بالسياسة...ويبقى المجتمع مشحونا بطاقة الإنتقام وكأنها هي المحرك الأساسي فيه ، وقد يشغل البعض تفكير الإنتقام وتغيير النظام اكثر مما يشغله في المشاركة لبناء المجتمع وبنفس الوقت تبقى السلطة مشغولة باحكام السيطرة وفرض القوة والبطش أكثر من اهتمامها في كيفية تطوير المجتمع وتقدم البلاد فالخوف والترقب يسيطر على الحاكم والمحكوم ، حتى اذا دارت الدائرة أنقلبت المعادلة لتزاح وجوه وتأتي وجوه الا ان المجتمع يبقى مشحونا بطاقة الانقسام مرة اخرى بين مؤيد ومعارض . من خلال هذا الإسلوب تم قتل الكثير من الرؤساء سواء في العراق أو الوطن العربي وكل نظام يأتي بعد قتل الرئيس يبدأ تقريبا من الصفر باعتبار أن من سبقوه كلهم خونه وعملاء ويستمر مسلسل الأحداث بتغيير الوجوه دائما باسم الانظمه الثورية .... الحديث في السنين الأخيرة صار يكثر عن الانظمة الديمقراطية ووجوب استقرار الأمور من خلال تطبيق النظام الديمقراطي في البلاد لكننا نجد أن أغلب من ينادون بالديمقراطية لايؤمنون بها الا حينما يضمنون انها تحقق لهم الفوز ...ويستخدمون مختلف الأساليب للوصول الى هذا الفوز ...وقد تناسوا أن الديمقراطية الحقيقية يجب أن تبدا من خلال تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي ربما يطيح بهم ، والا ستظل الديمقراطية تتحرك في فلك الدكتاتورية..و مما يثير الإعجاب في هذا المجال وجود ستة رؤساء لأميركا الآن أحياء لم يحاول أحدهم قتل الآخر !!!! فهل تستطيع الدول العربية تأسيس نظام ديمقراطي يخلصنا ممن يصيح ... فلنقتل الرئيس !!!! عبدالكريم لطيف
تاريخ الإضافـة 03/12/2017 - 21:19