الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

الرهان الخاسر !!
أضيف بواسـطة
النـص : الرهان الخاسر ..!! اخطر مايجابه الاحزاب والحركات السياسية والافراد في حياتهم حينما يضعوا كل مايمتلكون من مصادر القوة سواء كانت مادية او معنوية في سلة واحدة من اجل رهان غير مضمون النتائج ..وهذه الحالة في التجارة يعرفها التجار اكثر من غيرهم .. السيد مسعود البارزاني ربما اخطا في قراءة المشهد السياسي المتعلق بمحيطة الداخلي والاقليمي والدولي ويبدوا انه اعتمد على قوى خارجيه زينت له الطريق لكنها سرعات ماتخلت عنه مجبرة حينما وجدت رد الفعل الدولي وخاصة الاقليمي المحيط بالعراق غير محسوب بدقة بالنسبة لتلك القوى فانقلبت الامور بشكل متسارع واصبح السيد البارزاني في موقف لايحسد عليه ... استطاع العراق ومن خلال الدعم الدولي والاقليمي وجناح من حزب الاتحاد الوطني الكردي ان ينشر قواته العسكرية لفرض القانون على كركوك وكثير من القصبات الاخرى وعلى اثر ذلك انفجرت ازمة داخل البيت الكوردي وظهرت خلافات بين الاحزاب الكردية ازدادت باقتراب جناح من حزب الاتحاد الوطني الى الحكومة الاتحادية بشكل اثار الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود بارزاني.. البعض اصبح يعزف على وتر الاختلاف بين الحزبين ويعتبرة انتصارا كبيرا وبداية لطريق ربما ينتهي الى حلول جذرية للمسالة الكوردية هذا التعامل وعلى مبدا فرق تسد الذي تنتهجه بعض الدول ربما ينجح في اماكن كثيرة لكن المسالة تختلف في العراق لان الشعب عراقي . بالاضافة الى اننا الان ونحن نوشك على التخلص من (داعش ) بشكل نهائي ان شاء الله علينا ان ننظر للعراقيين كلهم بمنظار واحد وبكل مكوناتهم وان لانحمّل الشعب الكوردي اخطاء بعض قياداته بل يجب احتواء الجميع ..لان الامعان في تقريب جناح والضغط على الاجنحة الاخرى قد يحقق مكاسب وانجازات او انتصارات كما يسميها البعض لكنها تبقى في خانة الانتصار المؤقت الذي يفرض القوة ولا يفرض السلام ويستميل البعض على حساب الاخرين مما يجعل الامن والامان في مناطق كردستان في وضع حرج سيتحمل المواطن الكوردي تبعاته ويفتح الطريق امام تدخلات اجنبية لتعمل على زيادة التوتر هناك وفي كل اجزاءالعراق وبطرق قد لايمكن السيطرة عليها بسهولة.....فالمسالة عراقية والشعب الكوردي شعب عراقي وعلينا التعامل معه بطريقة تثبت له صدق القول بانه عراقي من خلال التسامح وعدم اللجوء الى ايذاءه بسبب تصرف بعض ساستة ... لهذا سيكون العزف على وتر تمزيق وحدة الصف الكردي باعتباره الطريق الاحسن للوصول الى الحل رهانا خاسرا في قادم الايام . فالرهان الحقيقي هو المتمثل بكسب كل الاطراف الكوردية ...لان الامعان في تقريب جناح وابعاد جناح اخر سيجعل الجناح المقرّب مع مرور الوقت يشعر بان النوايا ليست سليمة مادامت تتعامل بازدواجية مع الشعب الكوردي وقياداته وحينها سنخسر كل المنجزات المتحققة ليبدا الصراع من جديد وقد لاينتهي بسهولة.. ولهذا فلنحذر من هكذا رهان ولنجعل الرهان الحقيقي هو رهان المحبة للجميع ومن خلال هذه المحبة ستعمل كل الاطراف على المساهمة في المحافظة على وحدة العراق ارضا وشعبا ، فلنتخذ من هذا النهج المضمون طريقا للحل ونترك الحلول المؤقته غير المضمونة في نتائجها فكل رهان يتناقض مع رهان المحبة سيكون هو الرهان الخاسر . عبدالكريم لطيف
تاريخ الإضافـة 04/11/2017 - 22:22