الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

مَنْ سيضيّع العراق !!؟؟
أضيف بواسـطة
النـص : مَنْ سيضيّع العراق !!؟؟ بشكل عام تكثر التفسيرات لكل حدث وربما تزداد احتمالات الاتفاق أو الاختلاف كلما كان الحدث ذا تأثير في حياة الناس ....وهذه الأيام يشهد العراق حدثا مهما جدا ربما سيشكل منعطفا تاريخيا في حياة العراق والعراقيين ألا وهو استفتاء كردستان من اجل الانفصال ... فالظروف التي تعيشها الحكومة العراقية جعلتها في زاوية ضيقة وحرجة وقد يكون الحدث اكبر من قدرتها منفردة على مواجهته لتمارس الإقناع أو الضغط على الإخوة الأكراد لتثنيهم عن السير في هذا الطريق الذي سيؤدي إلى نتائج سلبيه بالتأكيد . التفسيرات كثيرة التي تخص هذا الموضوع فربما يكمن السبب الحقيقي في مؤتمر لندن نهاية عام 2002 الذي تم الاتفاق خلاله مابين اغلب الكتل السياسية على طريقة الحكم التي تفرض حالة جديدة للبلد مقابل الوصول إلى كراسي الحكم ...ولهذا تمسّك الاخوه الأكراد بالبنود المتفق عليها مسبقا وحسب تفسيرهم لها في ذلك المؤتمر وما تلاه من اتفاقات خلال فترة حكم ( برايمر ) للعراق ثم التوقيع على الدستور الذي يحمل الكثير من القنابل القابلة للانفجار في أي وقت ..وهاهي بعض قنابله تنفجر لتنذر باقتطاع مساحة كبيرة من شمال العراق لإقامة الدولة الكردية ...وربما من الأسباب المهمة التي عجّلت في ظهور هذه المشكلة ألطريقه الخاطئة في أدار الدولة التي ارتكزت في الغالب على العامل الطائفي دون الأخذ بنظر الاعتبار ما سوف ينعكس ذلك على الشارع العراقي... ولهذا يرى الاخوه الأكراد أنفسهم ببساطه لم يأتوا بشيء جديد إنما كل ما يعملونه هو تنفيذ بنود الاتفاقات التي اتفقوا عليها مع المسؤولين العراقيين حينما كانوا يحلمون بالسلطة ... ومهما اختلفت الأسباب التي تكمن وراء اتخاذ الإخوة الأكراد لهذه الخطوة فالمسؤولية الحقيقية يجب أن يتحمّلها المطبخ السياسي العراقي والحكومات العراقية من جانب وحكومة الإقليم من الجانب الآخر من خلال العناد الذي تمسّك به السيد مسعود برزاني والذي سيقود البلاد إلى مالا تحمد عقباه !! فعلى الحكومة الاتحادية تقع مسؤولية اتخاذ كل الخطوات الممكنة التي تحافظ على وحدة الوطن أرضا وشعبا ... وهنا يبرز السؤال الذي يطرح نفسه وبقوه ..لماذا لم تنتبه الأحزاب المتنفذة لما يجري طيلة السنوات الماضية مما جعل الاخوه الأكراد يقررون الانفصال ..فكان على القيادات السياسية أن تكون بمستوى المسؤولية لمعالجة هكذا موضوع يشكل خطورة على وحدة الوطن ...فهذا يعطي مؤشرا سلبيا على أداء تلك الأحزاب في طريقة معالجة المشاكل العالقة وعليها تقع مسؤولية تاريخيه لأنها سمحت لتلك المشاكل أن تكبر وتصل إلى الحد الذي صارت تؤثر على وحدة العراق أرضا وشعبا ...فهل كان القصور يكمن في عدم وجود سياسة حقيقية في البلد أم أن الأمور تم الاتفاق عليها مسبقا في معاهدات سرية مما يضع القيود على كل الأحزاب لتصبح ردود فعلها شكلية فارغة من أي تأثير لان الموضوع محسوم منذ سنوات مقابل استمرار تلك الأحزاب في حكم المتبقي من العراق .. الشعب يحتاج إلى توضيحات ومصارحة حقيقية ليكون على اطلاع تام بكل الأسرار الخفيّة ..لأنه مهما طال الزمن ستنكشف الأوراق في يوم من الأيام ...ولن يرحم التاريخ أحدا ..وستكشف الأيام من هم الذين أوشكوا على ضياع (أو أضاعوا) العراق !!! عبدالكريم لطيف
تاريخ الإضافـة 17/10/2017 - 03:58