النـص : مخطط التقسيم من رحم المكائد الإستعمارية
بقلم مجاهد منعثر منشد
كتب المقال سنة 2011
يبدو أن المخطط يسير باتجاه إيجابي , وضعف بغداد يعني التحضير لثلاثة أقاليم في العراق وبعض هذه الاقاليم (كردستان) منفصلة حاليا,ولكنها جزء من تنفيذ خطة التقسيم , بل هي البداية ,لذلك ستكون بعض المناطق المتنازع عليها من ضمن أهداف هذا المخطط ,فانها تحتوي على ثروات هائلة من النفط والغاز.واخيرا سيؤدي الى فرض اندلاع صراعٍ عنيف. واما المناطق المتنازع عليها هي :كركوك ,والموصل ,وصلاح الدين ,وجلولاء وخانقين . وهذا الصراع سيجعل اقليم كردستان أداة لتضعيف بغداد ,ومن ثم يعلن قيام دولة كردية في القريب العاجل . وكردستان وقعت في فخ طموحات تركيا من حيث لاتشعر ,فبعد أتفاق اربيل وتركيا لتصدير النفط هناك خطوة تغيب عن أذهان الأكراد ,وهي أنهم سيخضعون الى أوامر الأتراك بعد إعلانهم الدولة الكردية ,فأستراتيجية المخطط لاتسمح بإقامة دولتين تركية وكردية ,فأما هذه أو تلك لتكون أداة ثابتة بيد الاستعمار .ونهاية المطاف سيكون أحدهم ورقة محروقة في تغير الاستراتيجية أو على أقل تقدير ستكون بينهم حروب دامية في صراع مستمر يحدد بقاء الأقوى .
وعلى الأكثر ستكون كردستان تلك الورقة المحروقة بسبب وجود حكام لم يتغيروا أو لم يجعلوا بديلا لهم في انتخابات ديمقراطية . و أسرائيل تسعى جاهدة لانشاء وقيام الدولة الكردية مع تجهيزها بالسلاح ,ولكنها لاتريد أن تفرط بصداقتها لتركيا . وبسبب هذا التناقض الحاصل عند إسرائيل تعتزم قيادة تل أبيب إعطاء الضوء الأخضر لتركيا في السيطرة على الأكراد بعد قيام الدولة الكردية .أما الآن , فمخططها دعم الأكراد ,بإعتبارهم ضمان قوي ومهم للأمن القومي الاسرائيلي . والآن هما شريكتان من أجل المخطط ضد العراق ,وفيما بعد ستحترق الأوراق لتغيير الاستراتيجية ,فلايمكن أن تتنازل اسرائيل عن صداقتها لتركيا ,وأيضا لو كانت تريد أن تسقط تركيا لأسقطتها من خلال وجود أكراد تركيا ,فانهم يعانون من التميز والقمع العسكري العنيف وطمس والغاء الهوية الكردية في تركيا .وكان هذا الباب دخولا لعقول الأكراد وأحلامهم في الدولة ,فكان إقناع تل أبيب إلى أكراد العراق بأنهم سيكونون الدولة الكبرى من خلال التحاق الأكراد في تركيا وسوريا وايران وهذا الاقناع عن طريق إرسال شعور إطمئنان لهم, بأنهم الحليف الأوفر حظا من تركيا .وما يعطيهم الأطمئنان الأكبر بأنهم ليسوا مشروع تقسيم ,وأنما توسيع لدولة .
أما بخصوص العراق ,فسيكون ثلاثة أقاليم ,وفي المخطط الإسرائيلي عدم السماح للعراق أن يعود إلى ممارسة دورعربي وأقليمي ,وأغلب مفاوضات إسرائيل مع أمريكا بهذا الصدد ومن خلال مايجري في الساحة العراقية هناك إشارات لهذا المخطط الذي من نصوصه الإقتتال الداخلي بين الشيعة والسنة وبين العرب والأكراد . وفي نظر إسرائيل يختلف العراق عن مصر ,فمصر بالنسبة لهم ,قد أنتهى فيها تنفيذ المخطط عن طريق الوسائل الدبلوماسية ,ولكن العراق لايزال فلايستخدمون خيار القوة العسكرية معه,ولكنهم سيستخدمون كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة من أجل تحييد العراق بشكل شامل وكامل ,كونهم يريدون العراق مجزأ ومقسما ومعزولا داخليا . وبالنسبة لفائدة إسرائيل من نفط العراق (كركوك ,وكردستان ) فقد أتفقوا مع الأكراد بأيصال النفط عبر خط IBC الأردن ,والبديل سيكون تركيا في حال وجود إخفاق في خط الاردن ,وذلك بمد خط من كركوك وكردستان عن طريق تركيا الى اسرائيل .وأن المخطط ليس لإسرائيل وحدها ,بل الولايات المتحدة الامريكية شريك في هذا المخطط الذي يشمل دول عديدة ,ويهدف الى تقسيم وتمزيق المنطقة حسب الأعراق والمذاهب وحسب الهوى والمصالح الغربية أيضا .والآلية المتبعة في هذا التقسيم على غرار ماكان في الحرب العالمية الأولى التي اعتمدها الإنكليز والفرنسيين .
وكما ذكرنا هذا التقسيم سيشمل المنطقة برمتها ,فالأردن من الدول المحافظة على أرضيها في هذا التقسيم ,وستستولي على جزء من أراضي السعودية ,وأيضا ستتفكك السعودية ,وكذلك ستأخذ من أراضي فلسطين المحتلة .وتكون الدولة السعودية مقتصرة على الرياض ومايحيطها في ولاية بسيطة جدا ,وتقسم لدولتين .وباكستان ستفقد بعض أراضيها لصالح بلوشستان الحرة .ويجري ذلك على الإمارات ماعدا دبي ,وتبقى الكويت وعمان في أراضيها . وسوريا ستفقد سواحلها على البحر الأبيض لصالح لبنان.وبالنسبة إلى إيران ستفقد أجزاء من أراضيها لصالح الدولة الكردية ,واجزاء لدولة عربية ,واخرى لصالح أذربيجان ,وتحصل على اجزاء من أفغانستان . وهذه الحقيقة ليس من نسيج الخيال وأنما جاءت على أساس وقائع ديموغرافية (الدين ,القومية ,المذهبية ).وهذا المخطط موجود على موقع عسكري أمريكي . فكم ستسفك دماء من أجل هذا المخطط الإستعماري ,فيكشف لنا هذا المخطط حالة الغفلة التي تعيشها الأمة الإسلامية ,والتي هي جزء من الآلية والأداة المستخدمة .
وللأسف يبدأ خيط التقسيم من العراق ,وعن طريق الأكراد تحديدا ,فبعد أن كانوا دويلة سيصبحون دولة كبرى مهددة مستقبلا بالإنقراض . وبالرغم من التجاذب والإتفاق مع المستعمر من قبلهم ,ومع الوعود المقدمة لكردستان بأنها أكبر دولة موالية للغرب ,ولكن ذلك لايدوم طويلا . وبغض النظر عن قوة بعض الدول كالجمهورية الإسلامية الإيرانية ,والسعودية بقوتها المالية وهيمنتها ,وباكستان بقوتها النووية الا اننا نجد هذا المخطط الاستراتيجي متكامل الأبعاد والأطر والإتجاهات والأساليب والأهداف اعتمادا على قوة الأمريكان ,والضعف الحاصل في الدول المذكورة .,وياترى هل هناك خطة استراتيجية مقابلة من قبل تلك الدول المستهدفة ؟
لا نعتقد بوجود أي شيء مقابل هذه المخططات , بلحاظ نشر الموضوع بموقع امريكي بدون حساب العواقب .ونرى اليوم في العراق خطوات التقسيم تجري بشكل ملفت للنظر وذلك من خلال مايجري في بعض المحافظات العراقية .فالمخطط خرج من دائرة التخطيط الى دائرة التنفيذ,وللأسف على أيدي السياسين العراقيين الذين يحرضون الناس على الطائفية وبوادر التقسيم . |